مضار التدخين على الجهاز التنفسي

يشكل التدخين آفة عالمية ويشهد عدد المدخنين تزايدا رغم تواتر الحديث عن مضار التدخين على الصحة العامة للإنسان وتواتر الأبحاث والدراسات التي أثبتت حجم الضرر الذي يحدثه التدخين على صحة المدخن وعلى جهازه التنفسي. ويمكن إرجاع هذا التزايد في عدد المدخنين نتيجة لغياب الوعي الجماعي بمخاطرها رغم أن الأطباء يلامسون مخاطرها يوميا والتي تشمل الانسداد الرئوي والأورام والتهابات المعدة وأمراض القلب والشرايين…

وسابقا كانت التوعية تستهدف الكهول إلا أن المدخنين أصبحوا اليوم ينتمون أيضا إلى فئة الأطفال والمراهقين والشباب وتنوعت أيضا طرق التدخين وإلى جانب السجائر العادية أصبح الأفراد يدخنون السجائر الالكترونية والتبغ المسخن وغيرها من الوسائل التي تم صنعها خصيصا لمساعدة المدمنين على الإقلاع عن التدخين لا لاعتبارها بديلا عن السجائر التقليدية مثلما ما يحدث حاليا.

الانسداد الرئوي المزمن

ويضر التدخين بمختلف أنواعه الجهاز التنفسي ومن أكثر الأمراض انتشارا حاليا هي الانسداد الرئوي المزمن وهو مرض خطير جدا كان يمس سابقا فقط الكهول فوق سن الأربعين من جنس الرجال بينما يصاب بهذا المرض حاليا النساء والشرائح العمرية الصغيرة نتيجة للتدخين المبكر وبالنسبة للأطفال يمكن أن يتعرضوا للإصابة نتيجة للتعرض إلى التدخين السلبي لذا من المهم تجنب تدخين السجائر قرب الأطفال.

أعراضه

تبدأ أعراض الانسداد الرئوي المزمن بكحة مستمرة ولذا لا يجب التغافل عنها لتجنب المرور إلى المرحلة الثانية من الانسداد والتي تتمثل في الالتهابات على مستوى القصبات الرئوية والنسيج الرئوي والأوعية الدموية للرئتين ثم يعاني المريض من ضيق التنفس.

العلاج

يعالج الانسداد الرئوي بالانقطاع عن التدخين ويجب أن يحدث التشخيص مبكرا قبل الوصول إلى المرحلة الثالثة والرابعة من الانسداد الرئوي لأنه وبمجرد بلوغها لا يمكن أن يتعافى منها المريض نهائيا حتى ولو أقلع عن التدخين لأن المريض أصيب في تلك المرحلة بتصلب في القصبات الهوائية وفي النسيج الرئوي وفقد المريض مساحات عديدة على مستوى النسيج الرئوي التي يقع فيها تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. ولذا فإن الانسداد يصبح مزمنا ويلازم المريض طيلة حياته.

و لتجنب بلوغ هذه المراحل لا بد أن يقوم المريض بعيادة طبيبه المباشر منذ بداية ظهور الأعراض حتى يقوم المختص بمساعدته على الإقلاع تدريجيا عن التدخين ويمكن أن يستعين المريض في مرحلة أولى بوسائل المساعدة على الإقلاع عن التدخين كما يمكن أن يستعين بأخصائي نفسي للتخلص من الإدمان السلوكي عن التدخين.

وتجدر الإشارة إلى أن التدخين السلبي لا يقل ضررا عن التدخين التقليدي ويضر خاصة الأطفال الذين لديهم أهالي مدخنين لذا يجب تجنب التدخين في المنزل والأماكن المغلقة والمشتركة مع الطفل كما يشار إلى أن مكافحة التدخين السلبي ستقلل حوالي 50 بالمائة من التدخين.