العنف المسلط على المرأة: أنواعه و أسبابه

08/07/2019   Psychology   1461   med.tn



العنف المسلط على المرأة  يعني بالاساس الافعال التي تمارس ضدها فتخلف لها نوعا من الأذى أو المعاناة تنعكس على حالتها الصحية والنفسية و  يمارس العنف ضد المرأة غالبا من قبل العائلة، أو الزوج، أو أشخاص غرباء. 

و يمكن أن يتحول العنف من مرحلة الإيذاء وإلحاق الضرر إلى القضاء على الحياة والقتل.

و يعتبر من أخطر الظواهر الاجتماعية المتشفية في المجتمع التونسي والمجتمعات العربية عامة
وتعرّف الأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنه " أي فعل يمكن أن ينجم عنه أذى أو معاناة بدنية أو جنسية أو نفسية للمرأة أو أفعال كالإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء في الحياة العامة أو الخاصة".

أنواع العنف المسلط على المرأة

أنواع العنف ضد المرأة يمكن أن تنقسم إلى:

العنف الجسدي: و يعني اساسا الاعتداء بالضرب على جسد المرأة، سواء كان ذلك باستخدام القوة الجسدية، أو باستخدام  احدى الوسائل الصلبة كالسكين، والعصا وغيرها من الوسائل.


العنف الجنسي: وهناك نوعان من العنف الجنسي و هما العنف الجنس الجسدي وذلك بمحاولة الاعتداء على المرأة جسديا  ومحاولة لمس جسدها و من ضمن هذا النوع الاغتصاب و التحرش اللفظي كالتلفظ بالألفاظ البذيئة في الشوارع وأماكن العمل وكذلك إجبار المرأة على القيام بأفعال جنسية دون رغبتها من قبل الزوج.


العنف الاجتماعي:  بتقييد حرية المرأة وحركتها و علاقتها الاجتماعية وحرمانها من المشاركة في الحياة الاجتماعية و تكوين علاقات الصداقة و الحبس المنزلي والنظرة الدونية إلى المرأة المطلقة.


العنف النفسي: بالتوجه إلى المرأة بالسب والشتائم واستخدام الألفاظ البذيئة ونعتها بأسماء وصفات لا تليق بها بترك آثار  نفسية سلبية على المرأة مما يقلل من ثقتها بنفسها.


العنف السياسي: هو تعرض المرأة للعنف من قبل السلطة الحاكمة والاحتلال، سواء كان ذلك في وقت السلم أو الحرب، وذلك بعمليات القتل والسجن والتعذيب.


السلطة الاجتماعية للرجل على المرأة

حسب تصريحات الدكتور المختص في علم الاجتماع الطيب الطويلي ل فان السلوك العدواني الممارس من الذكر تجاه الأنثى يرجع إلى الموروث الثقافي بكل عناصره ومضامينه والذي يشجع المرأة على الرضوخ إلى العنف، وعلى قبول أفضيلة الذكر وسطوته، ويؤسس للهيمنة الذكورية.

هذه الهيمنة التي لا تقوم على العنف المادي فحسب وإنما على العنف الرمزي الذي يقوم على الرمز والثقافة ووسائل التواصل.

ويساهم في إعادة إنتاج التصورات الموروثة عن الأنثى عبر الأجيال ويمؤسس للتمييز الرمزي بين الذكر والأنثى.

كما أن عدم سلامة التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الأفراد في مجتمعاتنا، سواء داخل الأسرة أو داخل المدارس، أو الخطاب المنقول عبر وسائل الإعلام تساهم في تعزيز الصورة النمطية السلبية التي تكونت عن المرأة عبر الأجيال، ويعزز لدى الذكر آليات القوة والتسلط التي خلقت الأرضية النفسية والاجتماعية التي سهلت العنف ضد المرأة بشتى أشكاله، المادي أو اللفظي أو المعنوي، وخاصة العنف الرمزي والذي يعتبر عنفا لا ماديا ولكنه محسوس في المعاملات والتصرفات وحتى في الإنتاج الثقافي أو المعرفي، وهو يحدث إيذاء للمرأة لا يقل عن أشكال العنف المادية الأخرى.

ومن الضروري مقاومة جميع أنواع التمييز والعنف ضد المرأة والتصدي للمواقف والسلوكات التي تقف ضدها وتحسسها بالدونية أو أفضلية الرجل، باعتبارها ركنا هاما وأساسيا تقوم عليه التنشئة الاجتماعية التي تبني لمجتمع المستقبل وتؤسس لأفراده. وإن تنقيح القوانين وإيجاد إطار قانوني متين لحماية المرأة من شتى أشكال العنف لا يعتبر كافيا، باعتبار أن المشكل ليس قانونيا بقدر ما هو اجتماعي، حيث أن التغيير يجب أن يتم في العقليات والأفكار، وذلك بتلقين أفراد المجتمع منذ التنشئة الاجتماعية الأولى أن المرأة هي الكائن الأهم لحفظ توازن الأفراد ولسلامة المجتمع ككل، وهي لا تقل أهمية وقيمة عن الرجل.


ومع تعدد المنظرين للمساواة بين الجنسين واختلاف المدافعين عن المرأة تبقى أعمق العبارات التي قيلت في هذا الموضوع عبر التاريخ هي المقولة النبوية: "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"،


العنف يؤدي إلى الموت و العجز لدى النساء

أشار  المسح الوطني حول العنف المسلط على النساء لسنة 2012  إلى أن العنف هو سبب رئيسي من أسباب الموت و العجز لدى النساء بالنسبة للشريحة العمرية المتراوحة بين 16 و 44 سنة بنسبة 45 بالمائة فيما يقر المسح الوطني حول العنف المسلط  على المرأة لسنة 2010 بجملة من الإحصائيات أهمها ان 47 بالمائة من النساء في سن ما بين 18 و 68 سنة تعرضت إلى نوع من أنواع العنف منها المادي بنسبة 31.7 بالمائة
و هو أكثر أنواع العنف انتشارا فيما تتعرض 28.9 بالمائة من النساء إلى العنف النفسي و 15.7 بالمائة إلى العنف الجنسي.


بقلم الصحفية فاتن الماجري




Send to a friend
sms viber whatsapp facebook

Découvrez notre application
pour une meilleure expérience !
Google Play
App Store
Huawei AppGallery