اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال

علم النفس الحركي هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر بصفة مباشرة على تأقلم الطفل مع البيئة المتواجد فيها وعلى علاقته بالآخرين. من المهم التوعية بهذا المرض لأنه كلما كان التشخيص مبكرا كلما كان العلاج أسرع وأكثر فاعلية.

التشخيص

يظن الكثيرون أن التشخيص يحدث بداية من السنة الثالثة للطفل، إلا أن هذا المعطى مغلوط حيث يمكن التفطن إلى بعض المؤشرات حتى منذ الأشهر الأولى بعد الولادة أي بداية من الستة أشهر.

الأعراض

تقسم الأعراض حسب سن الطفل كالآتي :

• ستة أشهر بعد الولادة : لا يتجاوب الطفل مع الأم (مثلا عند عملية الرضاعة لا ينظر الطفل في عين الأم، لا يتفاعل مع حديث الأم معه، لا يتفاعل الطفل ولا يضحك عند التواصل معه) يمكن أن تظهر على الطفل اضطرابات في النوم كما يمكن أن لا يتمكن من الرضاعة بشكل عادي.
• سنة بعد الولادة : ستتأكد الأعراض السابقة وتنضاف إليها أعراض أخرى كأن لا يتعرف الطفل على نفسه عندما نناديه كما يمكن أن تلاحظ الأم بعض الحركات النمطية المتكررة لعدة مرات في اليوم.
• في السنوات التالية : تأخر في النطق في الكلمات الأولى وحتى إن تحدث لا يعرف كيفية توظيف كلامه كأن يكرر نفس الكلمة عدة مرات ولا يتفاعل مع السؤال بجواب بل يكرر نفس الجواب وفي حال كان يتكلم سيوظف دائما ضمير الغائب.

وثانيا تظهر على الطفل اضطرابات نمو نفسي حركي مع اضطرابات في الجانب الحسي ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب حتى إلى عدم إدراك المخاطر ويكون الطفل غير قادر على التواصل مع الآخرين لغويا وبصريا إضافة إلى عدم قدرته على القيام بردود أفعال عاطفية فلا يكون الطفل قادرا على التعبير عن حزنه وفرحه وغيره…

المرافقة الطبية

تتم مرافقة الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد على مستويين، مستوى طبي ويتمثل في عرض الطفل على طبيب نفسي للأطفال حتى يتم تشخيص الحالة ووصف بعض الأدوية والمكملات الغذائية. وبالنسبة للمستوى الشبه طبي فهو يشمل أخصائيي علاج النفس الحركي، وتقويم النطق والعلاج الوظيفي.

ويتمثل دور معالج النفس الحركي في تشخيص الاضطرابات الحسية وإدماج الوظائف الحسية والحركية والمعرفية حتى يتمكن الطفل من الحصول على التوازن النفسي الحركي. ويحدث هذا من خلال مشروع علاج فردي يخص كل طفل حسب حالته. ويتم خلال حصص العلاج استخدام عدة وسائط كجسم الطبيب والنفسي مع استخدام الألعاب الفكرية والحسية التي توفر للطفل ما يحتاجه.

أهمية الدعم العائلي

يصعب على بعض العائلات قبول اضطراب طيف التوحد لذا يساعد المختص العائلة حتى تفهم نقاط قوة هذا الطفل وكيفية إدماجه في المجتمع. يجب على العائلة أن تهتم إلى الأعراض السابق ذكرها وأن لا تتجاهلها ولا تنكرها لأنه كلما كان التشخيص مبكرا كلما تحسنت حالة الطفل بسرعة.