اضطرابات دمعة العين : من سيلان الدمعة إلى جفاف العين

15/07/2024   صحة العين   815  
الأستاذ مهدي   فندري

اضطرابات دمعة العين : من سيلان الدمعة إلى جفاف العين

تركيبة دمعة العين ووظيفتها

دمعة العين، أو الدمع، هو سائل تنتجه الغدد الدمعية ليكون غشاء شفاف ومتجانس له دور هام جدا في الحفاظ على وظائف العين. تسيل الدموع بعد تكونها في مجاري الدموع وتنزل إلى الأنف حتى لا تتراكم أمام العين.

وتكمن أهمية الدموع في حماية العين وضمان حدوث وظيفة الرؤية بشكل جيد. والغدد الدمعية الأساسية والثانوية وغدد الجفن التي تقوم بصناعة نوع من الدهنيات الذي يكون الطبقة السطحية لغشاء الدمعة. بينما تقوم الغدد الدمعية الأساسية والثانوية بصناعة الطبقة المائية للدموع بينما الطبقة السفلية ستمكن الدمعة من الالتصاق بالقرنية وحمايتها.

توجد وحدة وظيفية بين مختلف عناصر العين وهذه الوحدة تشمل الغدد الدمعية والجفون والقزحية والقرنية التي تلعب دورا أساسيا في الوحدة الوظيفية وأخيرا توجد مجاري الدمعة التي تضمن نزول الدمع إلى الأنف. هذه الوحدة الوظيفية يجب أن تكون مستقرة حتى يقوم غشاء الدمع بالقيام بوظيفته على أكمل وجه.

اضطرابات دمعة العين

يعتبر سيلان الدمعة أحد أهم اضطرابات دمعة العين، وهو حالة يحدث فيها تدفق مفرط للدموع من العين. يمكن أن يكون سببه إما ارتفاع في إفراز الدمعة أو يوجد خلل في إخلاء الدمعة مما يؤدي لتراكم الدموع أمام العين. غالبا تحدث أمراض مجاري الدمعة بسبب بعض الالتهابات التي تكون في مجرى الدمعة أو سطح العين أو الأنف. وفي حالات انسداد الدمعة في المراحل المتقدمة يتم اللجوء إلى الجراحة. بالنسبة للإفراط في إفراز الدموع فهو ناتج عن قلة استقرار في الطبقة الدمعية للعين.

في المقابل، يمكن أن يصاب المرضى بجفاف العين والذي يكون ناتجا عن نقص في إفراز الدمع. توجد أمراض عامة يمكن أن تسبب نقصا في سيلان الدموع كما يمكن أن يحدث الجفاف بسبب إفراط التبخر على مستوى الطبقة المائية للعين وهذا مرتبط أساسا بسوء نوعية المادة الدهنية التي تفرزها الجفون. يسبب جفاف العين التهاب على مستوى العين وهو ما يؤثر على الغدد الدمعية. توجد بعض أسباب الجفاف المرتبطة بالعلاج مثل الجراحة أو الليزر أو جراحة الماء الأبيض والقرنية. كما توجد بعض الأسباب المرتبطة بالممارسات الخاطئة مثل الجلوس أمام الشاشات لفترات طويلة والبقاء لفترات طويلة بالقرب من المكيفات.

يحدث جفاف العين بسبب إصابات العصب السابع الذي يؤدي إلى تقلص في غلق العين كما أن العضلة المسؤولة عن إخلاء الدموع تتوقف عن آداء وظيفتها إضافة واضطرابات الغدة الدرقية وبالنسبة للنساء يمكن أن تسبب بعض أنواع مساحيق التجميل في التهابات مجرى الدمعة مما يؤدي إلى اضطرابات الدموع.

دواعي زيارة طبيب العيون

يؤثر سيلان الدمعة على حياة المريض ويمكن أن تقع أحيانا تعفنات مع سيلان الدمعة مما يدفع المريض إلى عيادة طبيب مختص. أما بخصوص جفاف العين فإن الأعراض تختلف حسب مرحلة تطور المرض، وفي المراحل الأولى يشعر المريض بقلق في العين بفعل بعض الغبار أو الرياح أما في المراحل المتقدمة فإن الجفاف يؤثر على القرنية وبالتالي يؤثر على عملية النظر. في المراحل الأخيرة يمكن أن يصاب المريض بقرح في القرنية مما يمكن أن يؤدي إلى ثقب في القرنية.

التشخيص

تشخيص جفاف العين يتم من خلال عدة خطوات وفحوصات يقوم بها طبيب العيون لتحديد السبب الرئيسي لجفاف العين وتقديم العلاج المناسب. ويتم القيام بقيس نسبة الدموع في العين كما يتم فحص نوعية الدهنيات التي تفرزها الجفون. هذا ويتم قيس عوامل الالتهاب أيضا.

بخصوص سيلان الدمعة، يجب البحث عن الأسباب ويقع تشخيص المجاري الدمعية سريريا إضافة إلى التشخيص بالصور لتحديد درجة الانسداد. بصفة عامة يأتي المرضى في مرحلة متقدمة جدا ولذا من الضروري التأكيد على أهمية التشخيص المبكر وتجنب الوصول إلى مرحلة الانسداد التام لمجاري الدمعة.

تأثير اضطرابات العين على حياة المرضى

يؤثر جفاف العين أو سيلانه على جودة الرؤية مما يزعج المرضى وتؤثر على حياتهم اليومية وعلى مردوديتهم في الحياة المهنية إضافة إلى التأثيرات النفسية. وبخصوص جفاف العين وحتى في الأطوار الأولى فإن الشعور بالحرقة والحكة المستمرة يكون مزعجا للمريض بصفة مستمرة.

العلاج

من الضروري اتباع إجراءات الوقاية لحماية العين من الجفاف وذلك من خلال تجنب البقاء طويلا أما شاشات الهواتف والتلفاز كما يجب تجنب البقاء طويلا بالقرب من المكيفات. بخصوص العلاج فهو يختلف حسب نوع الجفاف، بالنسبة لاضطراب الدهنيات التي تفرزها غدد الجفون ولذا يتم وضع كمادات على العين يوميا لمدة عشر دقائق لإذابة الدهون الجامدة ثم يتم القيام بتدليك الجفن لمدة عشر دقائق لتسهيل عمل الغدد. أما بالنسبة للجفاف الناتج عن نقص السيلان فهي تعالج باستخدام الدموع الاصطناعية. ومؤخرا أصبح بالإمكان وصف أدوية للتقليل من التهاب العين. هذه الأدوية لا بد من استخدامها بشكل منتظم مع التأكيد على المراقبة المستمرة مع طبيب العيون.

أما بالنسبة لسيلان العين، العلاج يختلف حسب السبب فإذا كان المشكل ناتجا عن انسداد مجاري الدمعة الوراثي يكون العلاج من خلال تسريح المجرى. أما بالنسبة لانسداد المجرى المكتسب فإن العلاج الدوائي للالتهابات يمكن أن يكون كاف ولكن في الحالات المتقدمة يتم اللجوء إلى الجراحة إما من خلال الجراحة الكلاسيكية أو الجراحة بالمنظار. وللتوقي من سيلان العين لا بد من التشخيص المبكر، وفي حال بلوغ مرحلة الانسداد لا بد من تفادي مرحلة التعفنات.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery