الماكروبيوتك وأهميته في الصحة العامة

08/08/2024   صحة عامة   640  
الدكتور أمين بن عمري

الماكروبيوتك أو الميكروبيوم هو مصطلح يشير إلى مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا، الفيروسات، الفطريات، والطفيليات التي تعيش في جسم الإنسان أو على سطحه. تُعتبر هذه الميكروبات جزءًا مهمًا من الصحة العامة، حيث تلعب دورًا كبيرًا في وظائف الجسم المختلفة. توجد الماكروبيوتك في الفم والجهاز التنفسي والجهاز التناسلي وتكثر بصفة خاصة في الأمعاء والقولون حيث يكون العدد حوالي 40 ألف مليار وأهم عنصر هو التوازن بين البكتيريا الجيدة والضارة.

منذ سنة 2008 ظهرت دراسات تشير إلى جينات هذه السلالات وكل إنسان له ماكروبيوتك خاص به يحدد هويته. خلال سنة 2008 تم تحديد اليوم العالمي الماكروبيوتك.

تكون الماكروبيوتك

يتكون الماكروبيوتك بطريقتان يتحددان حسب نوع الولادة. في حالات الولادة الطبيعية يأخذ الجنينة نسخة الماكروبيوتك الخاصة بالأم وتتحدد جودته حسب عدة متغيرات مرتبطة بالحمل والأدوية المستعملة خلالها والأمراض التي أصيبت بها الحامل. أما في حالات الولادة القيصرية فيولد الرضيع بدون ماكروبيوتك ولكنها تتكون لاحقا عن طريق تعرضه للبيئة واحتكاكه بالأم وعن طريق الرضاعة أيضا. وخلال السنوات الأولى للطفل يتواصل تكون الماكروبيوتك.

دور الماكروبيوتك في الجسم

للماكروبيوتيك دور فعال على الصحة العامة. توجد البكتيريا النافعة في داخل القولون ومن أهم وظائفها هي الحماية وزيادة المناعة التي تحمي الجسم من الفيروسات. تتواصل الماكروبيوتك مع الكريات البيضاء والمخ والكبد لضمان المناعة والعملية الأيضية المتمثلة في تخزين الطاقة بعد هضم الأكل. يؤثر الماكروبيوتك على الحالة النفسية بسبب تواجد الهرمونات المسؤولة عن السعادة في الأمعاء.

أسباب اختلال توازن الماكروبيوتك

عند حدوث اختلال في التوازن وارتفاع نسبة البكتيريا الضارة مقارنة بالبكتيريا النافعة تحدث أضرار على مستوى الجسم عامة. يحدث اختلال هذا التوازن لعدة أسباب من ضمنها الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية التي تستهدف مختلف أنواع البكتيريا وبالتالي يمكن أن تقضي على نسبة هامة من البكتيريا النافعة.

تتغذى البكتيريا النافعة من الألياف الموجودة في جميع الخضروات والفواكه والقمح الكامل والبقوليات ولذا إذا كان الأكل غير غني بهذه المواد ستقل نسبة البكتيريا النافعة. الأكلات المصنعة والتي تحتوي على مواد مضافة لإضفاء لون وتدعيم الأكلة لا تحتوي على ألياف ليست نافعة لأنها تسرع من الشعور بالشبع وعملية تخزين دهونها ستكون على مستوى الكبد مما يعرض الإنسان للإصابة بعدة أمراض على غرار السكري.

الأشخاص المصابين بالقولون العصبي غالبا ما يعانون من اختلال في توازن البكتيريا النافعة والضارة. يرتبط القولون بالعصبي بالتوتر والضغط بسبب ارتفاع هرمونات التوتر التي تضعف الجهاز المناعي.

للحفاظ على توازن الماكروبيوتك لا بد من اتباع نمط عيش صحي من خلال استهلاك أغذية صحية وسليمة والنوم لعدد ساعات كافية. كما يجب تجنب التداوي الذاتي الذي يقلل من البكتيريا النافعة.

أخيرا الماكروبيوتك يعتبر مجالًا متناميًا في البحوث الطبية، وهناك اهتمام متزايد بدوره في الوقاية من الأمراض وعلاجها.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery