متلازمة القولون العصبي : التشخيص والعلاج

القولون العصبي هو اضطراب وظيفي في الجهاز الهضمي. يصاب الجهاز الهضمي بنوعين من الأمراض وهما الأمراض العضوية مثل القرح والأورام الحميدة والخبيثة والالتهابات المزمنة. يمكن التعرف على هذه الأمراض اعتمادا على الصور والتحاليل والمناظير. في المقابل لا يمكن تشخيص متلازمة القولون العصبي من خلال الفحوصات السابق ذكرها ولذا توجد صعوبة في تشخيص هذا المشكل وهو ما يؤثر على جودة حياة المرضى الذين يعانون من أعراض مزعجة ومستمرة.

انتشار القولون العصبي

تنتشر الاضطرابات الوظيفية لدى النساء بنسبة كبيرة مقارنة بالرجال، وتشهد هذه الأمراض تزايد نتيجة للعامل النفسي خاصة مع ارتفاع الضغط والتوتر إضافة إلى سوء الأنظمة الغذائية وهو ما يجعل مرض القولون العصبي وغيره من الأمراض الوظيفية في ارتفاع مستمر.

التشخيص

لتشخيص القولون العصبي يقوم المختص باستجواب المريض للتعرف على الأعراض التي تشمل عادة آلام البطن التي تكون متواترة حيث يمكن أن يشعر بها المريض يوميا أو مرة في الأسبوع على الأقل. ترتبط هذه الآلام بعملية التبرز حيث يمكن أن تنقص أو تزيد بمجرد الدخول إلى الحمام وغالبا ما يعاني هؤلاء المرضى من مشاكل في الإمساك أو الإسهال. يلاحظ المرضى أن هذه الأعراض تزيد عند القلق والتوتر وخلال فترة الدورة الشهرية لدى النساء.

قبل تشخيص القولون العصبي لا بد من التثبت من غياب المشاكل العضوية على غرار اضطرابات الغدة الدرقية ومرض السيلياك وحساسية الغلوتين ثم يمكن أن يوجهه إلى القيام بمنظار القولون خاصة بالنسبة للأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين للتثبت من عدم وجود سرطان القولون.

العلاج

يعد القولون العصبي مرضا مزمنا ولذا فإن العلاج يستغرق فترة طويلة. يجب أن يعي المرضى بمسببات المرض التي يمكن التحكم فيها لذا من المهم التقليل من التوتر والضغط النفسي. يجب على المرضى العناية بنظامهم الغذائي ويمكن أن يقترح المختص على المريض ريجيم الفودماب الذي سيتبعه لمدة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع قبل العودة تدريجيا إلى الأكلات التي توقف عن استهلاكها وهو ما يجعل المريض يتعرف على أنواع الأكل المسببة للأعراض والانتفاخ. غالبا ما تكون الأغذية الغنية بالغلوتين والحليب ومشتقاته إضافة إلى الخضر الغنية بالسكريات مسببا للأعراض المزعجة لمرضى القولون العصبي. من المهم أن يمارس هؤلاء المرضى نشاطا بدنيا خاصة لمن يعانون من زيادة الوزن. يمكن أن يصف المختص أدوية لتقليل الألم والإمساك ومن ثم يمكن وصف أدوية أخرى أثبتت فعاليتها لأنه من مسببات القولون العصبي هي الميكروبيوت التي تعيش في القولون العصبي والتي تكون غير متوازنة ولذا يمكن أن يصف المختص أدوية لإعادة توازن البكتيريا النافعة للقولون.